الخميس، 29 أبريل 2010

كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة


كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة

قصيدة لشاب مصرى يدعى (مصطفى الجزار) شارك بها في مسابقة أمير الشعراء ، لكنها رفضت من قبل لجنه التحكيم بحجة أن موضوعها لا يخدم الشعر الفصيح ومنعت من المنافسة!!
كَفْكِف دموعَكَ وانسحِبْ يا عنترة
                                فعـيـونُ عبلــةَ أصبحَـتْ مُستعمَــرَه
لا تـرجُ بسمـةَ ثغرِها يومـاً، فقــدْ
                               سقـطَت مـن العِقدِ الثمـينِ الجوهـرة
قبِّلْ سيوفَ الغاصبينَ.. ليصفَحوا
                              واخفِضْ جَنَاحَ الخِزْيِ وارجُ المعذرة
ولْتبتلــع أبيــاتَ فخــرِكَ صامتــاً
                              فالشعـرُ فـي عـصرِ القنـابلِ.. ثـرثرة
والسيفُ في وجهِ البنـادقِ عاجـزٌ
                              فقـدَ الهُـــويّـةَ والقُــوى والسـيـطـرة
فاجمـعْ مَفاخِــرَكَ القديمــةَ كلَّهــا
                              واجعـلْ لهـا مِن قــاعِ صدرِكَ مقبـرة
وابعثْ لعبلــةَ فـي العـراقِ تأسُّفاً
                              وابعـثْ لها فـي القدسِ قبلَ الغرغرة
اكتبْ لهـا مـا كنــتَ تكتبُــــه لهــا
                              تحتَ الظـلالِ، وفـي الليالي المقمـرة
يـا دارَ عبلــةَ بـالعـــراقِ تكلّمــي
                             هــل أصبحَـتْ جنّــاتُ بابــلَ مقفـــرة؟
هـل نَهْـــرُ عبلةَ تُستبـاحُ مِياهُـهُ
                             وكــلابُ أمــريكـــا تُدنِّــس كــوثــرَه؟
يـا فـارسَ البيداءِ.. صِرتَ فريسةً
                            عــبــداً ذلـيــلاً أســــوداً مـــــا أحقــرَه
متــطـرِّفــاً .. متخـلِّـفـاً.. ومخـالِفـاً
                           نَسَبوا لـكَ الإرهـابَ.. صِـرتَ مُعسكَـرَه
عَبْسٌ تخلّـت عنـكَ... هــذا دأبُهـم
                          حُمُــرٌ – لَعمــرُكَ - كلُّــــهـــا مستنفِـــرَه
فـي الجـاهليةِ..كنتَ وحـدكَ قـادراً
                          أن تهــزِمَ الجيــشَ العـــظيــمَ وتأسِـــرَه
لـن تستطيـعَ الآنَ وحــدكَ قهــرَهُ
                          فالزحـفُ مـوجٌ.. والقنـــابــلُ ممـــطـــرة
وحصانُكَ العَرَبـيُّ ضـاعَ صـهيلُـهُ
                          بيـنَ الــدويِّ.. وبيـنَ صـرخــةِ مُجـبـــَرَه
هــلاّ سألـتِ الخيـلَ يا ابنةَ مـالـِـكٍ
                          كيـفَ الصـمــودُ ؟ وأيـنَ أيـنَ المـقــدرة!
هـذا الحصانُ يرى المَدافعَ حولَهُ
                         مـتــأهِّــبـــاتٍ.. والــقـــذائفَ مُشـــهَــــرَه
لو كانَ يدري ما المحاورةُ اشتكى
                         ولَـصـــاحَ فـــي وجــــهِ القـطـيــعِ وحذَّرَه
يا ويحَ عبسٍ .. أسلَمُوا أعداءَهم
                         مفـتــاحَ خيـمـتِهــم، ومَـــدُّوا القنــطــــرة
فأتــى العــدوُّ مُسلَّحـــاً، بشقاقِهم
                         ونـفـــاقِــهــــم، وأقــام فيــهــم مـنـبــــرَه
ذاقـوا وَبَالَ ركوعِهـم وخُنوعِهـم
                         فالعيــشُ مُـــرٌّ .. والهـــزائـــمُ مُنــكَــــرَه
هـــذِي يـدُ الأوطــانِ تجزي أهلَها
                         مَــن يقتــرفْ فــي حقّهــا شـــرّاً.. يَــــرَه
ضاعت عُبَيلةُ.. والنياقُ.. ودارُها
                         لــم يبــقَ شــيءٌ بَعدَهــا كـــي نـخـســرَه
فدَعــوا ضميرَ العُــربِ يرقدُ ساكناً
                         فــي قبــرِهِ.. وادْعـــوا لهُ.. بالمغـــفـــرة
 عَجَزَ الكلامُ عن الكلامِ .. وريشتي
                         لـم تُبــقِ دمعـــاً أو دمـــاً فـــي المـحبـرة
وعيونُ عبلـةَ لا تــزالُ دموعُهـــا
                         تتــرقَّــبُ الجِسْـــرَ البعيـــدَ.. لِتَــعـــبُــرَه

الراحة في الجنة .. بقلم د/ عائض القرني


الراحة في الجنة .. بقلم د/ عائض القرني

{ لقد خلقنا الإنسان في كبد }
يقول الإمام أحمد بن حنبل , وقد قيل له : متى الراحة ؟  قال : إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت .
لا راحة قبل الجنة , هنا في الدنيا إزعاجات وزعازع وفتن وحوادث ومصائب ونكبات , مرض وهم وغم وحزن ويأس.
طُبعت على كدر وأنت تريدها      صفواً من الأقداء والأكدار
أخبرني زميل دراسة من نيجيريا , وكان رجلاً صاحب أمانة أخبرني أن أمه كانت توقظه من الثلث الأخير , قال : يا أماه أريد الراحة قليلاً . قالت : ما أوقظك إلا لراحتك , يا بني إذا  دخلت الجنة فارتح .
كان مسروق أحد علماء السلف ينام ساجداً , فقال له أصحابه: لو أرحت نفسك،  قال : راحتها أريد .
إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب , إنما يتعجلون العذاب حقيقة .
إن الراحة في أداء العمل الصالح , والنفع المتعدي , واستثمار الوقت فيما يقرب من الله .
إن الكافر يريد حظه هنا , وراحته هنا , ولذلك يقولون : {  ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } قال بعض المفسرين : أي نصيبنا من الخير وحظنا من الرزق قبل يوم القيامة .
{ إن هؤلاء يحبون العاجلة } , ولا يفكرون في الغد ولا في المستقبل ولذلك خسروا اليوم والغد , والعمل والنتيجة , والبداية والنهاية .
وهكذا خلقت الحياة , خاتمتها الفناء , فهي شرب مكدر , وهي  مزاج ملون لا تستقر على شيء , نعمة ونقمة , شدة ورخاء , غنى وفقر .
هذه هي النهاية :
{  ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } .
 فانظر أخى الحبيب  أين انت من هؤلاء وأسال نفسك ماذا قدمت من أجل دين الإسلام لا اتكلم عن عبادات ( صلاة وصوم وزكاة وحج ) بل فهم شامل لهذا الدين وعن اعمال صالحة تلقى بها لله عز وجل .

السبت، 17 أبريل 2010

احترام الكبير وتوقير الصغير


أيها الاخوة الخطباء و الدعاة
اهتموا بتذكير الأمة بهذه القيمة
احترام الكبير وتوقير الصغير
الحمد لله وحده هدانا وعلمنا فسمونا بتعاليم ديننا واخلاق نبينا .. قال : "ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا" رواه أبو داود والترمذي.
اي انه ليس من اخلاقنا ومبادئنا ان لانعطي الكبير حقه من الاحترام والتقدير مهما در منه وتوقير الصغير ومراعاة صغر سنه بالحسنى والقول الحسن
والرسول الكريم قد اهتم كثيرا بهذا الجانب وكان اساسه في التعامل مع اصحابه ليعلمنا اسمى القيم واجلها فكان عليه الصلاة والسلام المثل الاعلى في تعاملاته ..ومنها
1.تقديم الكبير على الصغير
كان يبدأ ويقدم الكبير قبل الصغير وله في هذا الجانب القصص والعبر الكثير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح منا كبنا في الصلاة ويقول " استووا ولا تختلفوا . فتختلف قلوبكم . ليلني منكم أولو الأحلام والنهى(هم الرجال البالغون ) . ثم الذين يلونهم . ثم الذين يلونهم " قال أبو مسعود : فأنتم اليوم أشد اختلافا . الراوي: أبو مسعود عقبة بن عمرو المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 432
خلاصة الدرجة: صحيح
2. الترهيب من استخفاف الصغير بالكبير
روى الطبراني في الكبير عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ثلاث لا يستخف بهم إلا منافق: ذو الشيبة في الإسلام، وذو العلم وإمام مقسط." والاستخفاف كأن يهزأ به ويسخر منه ويوجه كلاماً سيئاً إليه، وهذا مانراه ونسمعه كثيرا وللاسف الشديد
3. الحياء من الكبير
لأن الحياء خلق يبحث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق الكبير ويدفع إلى إعطاء ذي الحق حقه.
روى ابن ماجة والترمذي عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما كان الفحش في شيء إلا شانه، وما كان الحياء في شيء إلا زانه" وروى الشيخان عن أبي سعيد رضي الله عنه قال "لقد كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاماً فكنت أحفظ عنه فما يمنعني من القول إلا أن ها هنا رجالاً هم أسن مني"
وفي الصحيح عن عبد الله بن عمر ان رسول الله قال أخبروني بشجرة مثلها مثل المسلم ، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، ولا تحت ورقها . فوقع في نفسي أنها النخلة ، فكرهت أن أتكلم ، وثم أبو بكر وعمر ، فلما لم يتكلما ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : هي النخلة . فلما خرجت مع أبي قلت : يا أبتاه ، وقع في نفسي أنها النخلة ، قال : ما منعك أن تقولها ، لو كنت قلتها كان أحب إلي من كذا وكذا ، قال : ما منعني إلا أني لم أرك ولا أبا بكر تكلمتما فكرهت .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 6144
خلاصة الدرجة: [صحيح]

اعلى درجات التقدير والاحترام ومثال لامثيل له من افضل جيل لهذه الامه انهم قدوتنا صحابة رسول الله
4 ـ القيام للقادم الصغير
مثال من بيت النبوه في كيف يكون احترام الكبير وانزاله منزلته وتوقير الصغير واعلاء من شأنه
روى البخاري وأبو داود والترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت:"ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في قيامها وقعودها ـ من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وكانت إذا دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها وقبلته وأجلسته في مجلسها".
5 - حتى الكبير من غير المسلمين
فاخلاقنا وقيمنا تتعدى فتشمل الكافر لاننا نتعامل بقيمنا لابقيمهم موقف لعمر رضي الله عنه ـ مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير يذكر أبو يوسف في كتابة (الخراج) "أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ مر بباب قوم وعليه سائل يسأل ـ شيخ كبير ضرير البصر فضرب عضده من خلفه فقال: من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي. قال: فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال: أسأل الجزية، والحاجة، والسن. قال: فأخذ عمر ـ رضي الله عنه ـ بيده فذهب به إلى منزله فرضخ له ـ أي أعطاه ـ من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال: انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم {إنما الصدقات للفقراء والمساكين..} سورة التوبة 60. .... وهذا من المساكين من أهل الكتاب، ووضع عنه الجزية وعن ضربائه".
فهل لازالت قيمنا وتعاليم منهجنا الاسلامي تسيرنا وتسمو باخلاقنا ؟؟!!!

احترام الكبير.. قيمة كادت أن تندثر (1)


احترام الكبير.. قيمة كادت أن تندثر (1)
بقلم: د. رشاد لاشين
قيمة احترام الكبير من القيم الإسلامية العظيمة التي يتعبد المسلم بها إلى الله عز وجل، وهي ليست مجرد تقاليد صارمة، أو إجراءات حزم عسكري، بل سلوكيات راقية نؤديها عن طيب خاطر، ورضاء نفس، والتماس أجر، وابتغاء ثواب، وتطبيق هذه القيمة يمنع الفوضى والغوغائية في المجتمع؛ فالقيادة ليست بالغلبة أو التسلط أو التكبر على الآخرين، بل بمعايير محترمة يتكافأ الجميع بخصوصها من ناحية الحقوق والواجبات، وكل إنسان قد يكون كبيرًا في مَواطن ومَكبورًا في مواطن أخرى، فتكون هذه القيمة الرائعة مرة حقًّا له ومرة واجبًا عليه؛ لذا يجب أن نعمل على إحياء هذه القيمة التي كادت أن تندثر في مجتمعاتنا، ونبدأ بغرسها في نفوس أبنائنا منذ نعومة أظفارهم، وندربهم عليها بشكل عملي؛ حتى يتعودوا عليها في كل المواقف وفي كل المحافل.
إجلال الكبير من سنن الأنبياء ومن سمات المجتمع المسلم:
انظر موقف رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مع والد سيدنا أبي بكر الصديق عند فتح مكة عندما أسلم، وأراد أن يأتي إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ليعلن إسلامه، فقال صلى الله عليه وسلم لسيدنا أبي بكر الصديق: "ألا تركته في بيته ونذهب نحن إليه.." في إشارة إلى احترام الكبير.
وللكبير مكانته المتميزة في المجتمع المسلم
 الذي يوليه عناية خاصة، ويتعامل معه بكل توقير واحترام، انطلاقًا من تعليمات عديدة لرسولنا الحبيب- صلى الله عليه وسلم- وكلها تحمل معاني معرفة حقوق الكبير والتوقير والإجلال والتشريف، ويقول فيها- صلى الله عليه وسلم-:
1- معرفة حق الكبير: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول- الله صلى الله عليه وسلم-: "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا؛ فليس منا" (حديث صحيح، رواه البخاري في الأدب، وأبو داود). 
2- توقير الكبير: عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف، وينه عن المنكر". (حديث حسن رواه أحمد في مسنده والترمذي). 
3- إجلال الكبير: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يُجِل كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه" (حديث حسن، رواه أحمد في مسنده، والحاكم في المستدرك). 
4- معرفة شرف الكبير: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا" (حديث صحيح رواه أحمد في مسنده، والترمذي، والحاكم في المستدرك). 
احترام الإخوة والأخوات الكبار:
ومن رُقِي منهج الإسلام الرائع أن ينظم العلاقة بين الإخوة؛ فيجعل للأخ الأكبر أو الأخت الكبرى  احترامًا ومنزلة وحقًّا كحق الوالد أو الوالدة أو قريبًا منه، ذلك أن الأخ الأكبر له دور في رعاية إخوته الصغار؛ سواء في حياة والده أو بعد مماته، وحتى تنتظم الحياة بلا صراع ولا مشكلات، كان التوجيه النبوي العظيم لتنظيم علاقة الإخوة ببعضهم:
روى البيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن العاص رضي الله عنه، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "حق كبير الإخوة على صغيرهم كحق الوالد على ولده"، قال الإمام المناوي في فيض القدير، بشرح الجامع الصغير: "أي في وجوب احترامه، وتعظيمه، وتوقيره، وعدم مخالفة ما يشير به ويرتضيه"، وروى الطبراني في الكبير وابن عدي في الكامل والبيهقي في شعب الإيمان عن كليب الجهني رضي الله عنه، قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "الأكبر من الإخوة بمنزلة الأب".  
آداب عامة بحق الكبير:
- أن توقره وتحترمه وتجله وتضعه في مكانة كبيرة تليق به.
- أن تحرص على إكرامه.
- أن تتجنب المزاح غير اللائق معه.
- أن تتجنب كل السلوكيات التي تغضبه.
- الكبير يستشفع بمقامه وبسنه. 
استقبال الكبير:
- أن تنهض من مكانك وتقوم لاستقباله عند قدومه.
- أن تستقبله بالفرح والتهليل والترحاب.
- أن تحرص على عدم الدخول قبله. 
مجلس الكبير:
- أن تجلسه في أفضل مكان.
- أن تتجنب الجلوس في المكان المعد لتكرمته إلا بإذنه.
- أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية.
- أن تتجنب الجلوس في مكان أعلى منه.
- أن تتجنب الجلوس أثناء وقوفه إلا بموافقته.
- أن تتجنب مد رجليك أمامه، وألا تضع رجلاً على رجل بحضرته.
- أن تتجنب النوم أو الاضطجاع بحضرته إلا بإذنه.
- ألا تشير عنده بيدك، وألا تغمز بعينك في حضرته.
- أن تحرص على عدم الخروج من مجلسه إلا بإذنه.
- ألا تفشي له سرًّا. 
الكبير في مجلس العلم:
- أن تحسن الاستماع، وأن تحرص على حضور الذهن والقلب أثناء الشرح، وأن تصغي له بكل جوارحك. 
- أن تقدِّم له التوقير والاحترام والإجلال.
- ألا تبتدئ بالكلام عنده إلا بإذنه، وألا تكثر عليه في السؤال.
- ألا تلحَّ عليه إذا كسل، وألا تراجعه إذا امتنع، وألا تأخذ بثوبه إذا نهض.
- أن تقبِّل يد العلماء الصالحين العاملين بعلمهم.
- أن تدع رأيك لرأي معلمك؛ فإن خطأ المعلم أنفع من صواب المتعلم.
- أن تستأذن قبل الحديث، وألا تقاطع زميلك، وألا تحدث من بجوارك أثناء الشرح، وألا تسأل عما تعرف. 
- عدم إحداث شغب أو ضجيج في مجلسه، يقول الإمام الشافعي: "كنت أصفح الورقة بين يدي الإمام مالك صفحًا رفيقًا له؛ لئلا يسمع وقعها)، وقال الربيع تلميذ الشافعي: "واللّه ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر"، وكان هذا احترامًا وتوقيرًا وتبجيلاً للأستاذ المعلم. 
مخاطبة الكبير أثناء الحديث والحوار:
- أن تخاطبه بلطف وأدب.
- ألا تخاطبه باسمه المجرد، بل بلقب من ألقابه: (الأستاذ- الدكتور- المهندس- أستاذنا الفاضل- معلمنا الجليل- شيخنا المحترم- عمي العزيز- حضرتك- فضيلتك...). 
- أن تخفض صوتك عند التحدث بحضرته.
- ألا تضع يدك في جيبك أثناء التحدث معه.
- أن تحرص على عدم مقاطعته أثناء كلامه، وألا تدر له ظهرك.
- ألا تطلب منه بطريقة الأمر، بل تستأذن منه ما تريده بأسلوب مهذب. 
الكبير في المواصلات:
- أن تحرص على المسارعة بفتح باب السيارة له عند الركوب، وكذلك عند النزول: (دخل زيد بن ثابت على جنازة، فقربوا إليه دابة ليركبها، فجاء عبد الله بن عباس فأخذ بزمام الدابة، فقال زيد بن ثابت له: خل عن الدابة يا ابن عم رسول الله، فقال عبد الله بن عباس: هكذا أمرنا أن نفعل مع العلماء، فقبل زيد يده، وقال: هكذا أمرنا أن نفعل مع آل بيت نبينا- صلى الله عليه وسلم). 
- أن تجلسه في أفضل مكان.
- أن تساعده في حمل أمتعته.
- أن تقوم له وتجلسه. 
الأكل مع الكبير:
- أن تحرص على أن يبدأ الطعام أولاً.
- أن تتجنب تناول الطعام مما يليه.
- أن تقوم على خدمته. 
أثناء المسير: حقوق الكبير في الطريق:
- أن تحرص على عدم المشي أمامه إلا أن تسترشد له الطريق.
- أن تساعده في حمل أمتعته.
- أن تأخذ بيد الشيخ الكبير، وترشده عند عبور الطريق. 
الكبير والزيارة:
- حُسن تحري وقت الزيارة، وألا تتصل عليه في أوقات راحته إلا لضرورة.
- ألا تطيل عليه في الحديث.
- أن تتجنب استخدام الهاتف في حضرته إلا بإذنه.

الكبير وشئون حياتك:
- أن تعمل بتوجيهات الكبير في كل أمر إلا في المعصية.
- أن تحرص على مشاورته في كل الأعمال والأمور.
- أن تقبل نصيحته بنفس راضية من غير تضجر ولا تبرم ولا ملل. 
أثناء النوم والراحة:
- أن تحافظ على الهدوء في أوقات راحته. 
الكبير والسلبيات:
- أن تتجنب لومه أو النظر إليه بغضب إذا عمل عملاً لا يعجبك.
- ألا تلحَّ عليه إذا كسل، وألا تراجعه إذا امتنع.
- ألا تبحث عن أخطائه.
- أن تقبل معذرته إن أخطأ أو زلَّ.
- ألا تعرض عنه أو تظهر الملل من طول صحبته. 
(الاحترام) قيمة رائعة تجعل للحياة روحًا وقيمةً ونظامًا راقيًا، وهذه القيمة كطبيعة كل القيم جب أن تكون ثابتةً ومستقرةً ودائمةً، ولا تتغير بتغير الزمن أو الظروف والأحوال، بل يجب أن يكون الالتزام بها سلوكًا طبيعيًّا، يحرص الجميع عليه برضاء نفس وطيب خاطر وبنية التعبد لله تعالى؛ فتكون النتيجة رقي السلوك وعظم الأجر.

احترام الكبير قيمة كادت أن تندثر (2)


احترام الكبير قيمة كادت أن تندثر (2)
بقلم: د. رشاد لاشين
إحياء القيم وإعادة غرسها في النفوس من واجبات الأمة الناهضة التي تسعى للرقيِّ والازدهار والانطلاق لعمارة الأرض وإحياء رسالة الله في الكون، وهي مهمة تحتاج إلى تضافر الجهود والاهتمام بالناشئة، وتوفير المناخ الصالح والقدوة الصالحة والوسائل المتميزة المبتكرة؛ حتى نعيد ما اندثر أو كاد يندثر من قيمنا الرائعة الراقية التي يحتاج إليها الناس جميعًا؛ حتى تستقيم الحياة وترتقي إلى المعالي. 
مآثر رائعة في احترام الكبير والمعلم
* عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أخبروني بشجرةٍ تشبه- أو كالرجل- المسلم لا يتحات ورقها، ولا ولا ولا... تؤتي أكلها كل حين"، قال ابن عمر رضي الله عنه: فوقع في نفسي أنها النخلة، ورأيت أبا بكر وعمر لا يتكلمان؛ فكرهتُ أن أتكلم، فلما لم يقولوا شيئًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي النخلة، فلما قمنا قلتُ لعمر: يا أبتاه، والله لقد كان وقع في نفسي أنها النخلة، فقال: ما منعك أن تكلم، قال: لم أركم تكلَّمون فكرهت أن أتكلم، أو أقول شيئًا، قال عمر: لأن تكون قلتها أحب إليَّ من كذا وكذا. 
* عن ابن بريدة قال: لقد سمعت سمرة بن جندب رضي الله عنه يقول: لقد كنتُ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامًا فكنتُ أحفظ عنه، وما يمنعني من القول إلا أن هاهنا رجالاً هم أسن مني. 
* قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: ما لك لا تحدث؟! فقال: أمّا وأنت حيٌّ فلا!.
* عن الحسن الخلال قال: كنا عند معتمر بن سليمان يحدثنا؛ إذ أقبل ابنُ المبارك فقطع معتمرُ حديثه فقيل له: حدِّثنا! فقال: إنّا لا نتكلم عند كبرائنا".
* قال مالك بن مغول: "كنتُ أمشي مع طلحة بن مُصرِّف فصِرنا إلى مضيق، فتقدمني ثم قال لي: لو كنتُ أعلم أنك أكبر مني بيوم ما تقدمتك".
* ذكر ابن الجوزي عن ابن سعيد الأشج أنه قال: "حدثنا ابن إدريس عن ليث قال: كنت أمشي مع طلحة بن مصرف فقال: لو كنت أسن مني بليلة ما تقدمتك..".
فهذا خلقهم رحمهم الله، فالأكبر مقدَّم ولو كان الفارق ليلةً، فكيف إذا كان الفارق سنة أو سنوات؟!
* روى الحسن بن منصور قال كنت مع يحيى وإسحاق بن راهوية يومًا نعود مريضًا، فلما حاذينا الباب تأخر إسحاق، وقال ليحيى: تقدم أنت.. قال: يا أبا زكريا أنت أكبر مني. 
وتتوالى الوصايا من الآباء إلى الأبناء بامتثال ذلك الخلق والحث على التحلي به وعدم التفريط فيه، فهذا أحد الآباء يوصي بنيه حين حضرته الوفاة وصيةً طويلةً، جاء فيها: "وسوِّدوا أكابركم، فإنكم إذا سوَّدتم أكابركم لم يزل لأبيكم فيكم خليفة، وإذا سوَّدتم أصاغركم هان أكابركم على الناس وزهدوا فيكم...". 
* كان الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله من أشد الناس توقيرًا لإخوانه ولمن هو أسن منه، فيروي عنه المروزي أنه جاءه أبو همام راكبًا على حماره، فأخذ له الإمام أحمد بالركاب، وقال المروزي: رأيته فعل هذا بمن هو أسن منه من الشيوخ. 
* ضرب الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي المثل في احترام وتوقير الكبير في تعاملاته عمومًا مع الناس، وخصوصًا في تعامله مع شيخ المجاهدين الشهيد أحمد ياسين؛ فقد كان يقوم على خدمته ويطيعه ويحترمه ويجلُّه ويقبل رأسه ويده ويسعى لإدخال السرور عليه. 
* لذا وجب على الصغار أن يحترموا الكبار ويقدِّروهم ويوقِّروهم ويجلُّوهم؛ تقرُّبًا إلى الله عز وجل، والتماسًا للأجر والثواب.
 كيف نربي أبناءنا على احترام الكبير والمعلم؟
* كن قدوة عملية لأبنائك مع من هم أكبر منك أثناء الزيارات واللقاءات وكافة المحافل. 
* لا تُكثرْ من التنازل عن حقوقك (قيم احترام الكبير) مع أبنائك؛ بدعوى التواضع أو التخفيف من الإجراءات فيفقدوا التدريب ويُضيِّعوا القيمة. 
* حبَّذا لو تدعو معلمي ابنك لزيارتك بمنزلك، فتحتفي به، وتقدم صورةً عمليةً للاحترام والتبجيل أمام أبنائك مع تقديم هدايا بسيطة لهم. 
* حُثّ ابنك دائمًا على توقير المعلم وتبجيله واحترامه.   قم بتعليم قيم احترام الكبير والمعلم لأبنائك