الخميس، 29 أبريل 2010

الراحة في الجنة .. بقلم د/ عائض القرني


الراحة في الجنة .. بقلم د/ عائض القرني

{ لقد خلقنا الإنسان في كبد }
يقول الإمام أحمد بن حنبل , وقد قيل له : متى الراحة ؟  قال : إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت .
لا راحة قبل الجنة , هنا في الدنيا إزعاجات وزعازع وفتن وحوادث ومصائب ونكبات , مرض وهم وغم وحزن ويأس.
طُبعت على كدر وأنت تريدها      صفواً من الأقداء والأكدار
أخبرني زميل دراسة من نيجيريا , وكان رجلاً صاحب أمانة أخبرني أن أمه كانت توقظه من الثلث الأخير , قال : يا أماه أريد الراحة قليلاً . قالت : ما أوقظك إلا لراحتك , يا بني إذا  دخلت الجنة فارتح .
كان مسروق أحد علماء السلف ينام ساجداً , فقال له أصحابه: لو أرحت نفسك،  قال : راحتها أريد .
إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب , إنما يتعجلون العذاب حقيقة .
إن الراحة في أداء العمل الصالح , والنفع المتعدي , واستثمار الوقت فيما يقرب من الله .
إن الكافر يريد حظه هنا , وراحته هنا , ولذلك يقولون : {  ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب } قال بعض المفسرين : أي نصيبنا من الخير وحظنا من الرزق قبل يوم القيامة .
{ إن هؤلاء يحبون العاجلة } , ولا يفكرون في الغد ولا في المستقبل ولذلك خسروا اليوم والغد , والعمل والنتيجة , والبداية والنهاية .
وهكذا خلقت الحياة , خاتمتها الفناء , فهي شرب مكدر , وهي  مزاج ملون لا تستقر على شيء , نعمة ونقمة , شدة ورخاء , غنى وفقر .
هذه هي النهاية :
{  ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين } .
 فانظر أخى الحبيب  أين انت من هؤلاء وأسال نفسك ماذا قدمت من أجل دين الإسلام لا اتكلم عن عبادات ( صلاة وصوم وزكاة وحج ) بل فهم شامل لهذا الدين وعن اعمال صالحة تلقى بها لله عز وجل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق