الخميس، 7 يوليو 2011

هل يرضى الإخوان بأدائهم الدعوي بعد الثورة ؟


هل يرضى الإخوان بأدائهم الدعوي بعد الثورة ؟.. حازم سعيد
 تذكرت أبياتاً قالها من قبل الشاعر المبدع أحمد مطر يحكى بها حال الزعامات العربية في عصر ما قبل الثورة ، من الذين يجيدون الهتافات الحنجورية من نوعية أننا سنلقي بإسرائيل في البحر أو أننا كام مليون سنجتاحها إن أردنا سيراً على الأقدام ، دون أن يقابل ذلك سلوك في واقع الحياة .
يقول المبدع أحمد مطر :
عباس وراء المتراس ، يقظ منتبه حساس ،منذ سنين الفتح يلمع سيفه ، ويلمع شاربه أيضا، منتظرا محتضنا دفه ، بلع السارق ضفة ،قلب عباس القرطاس ، ضرب الأخماس بأسداس ،(بقيت ضفة) لملم عباس ذخيرته والمتراس ، ومضى يصقل سيفه، عبر اللص إليه، وحل ببيته ،(أصبح ضيفه) قدم عباس له القهوة، ومضى يصقل سيفه ،صرخت زوجة عباس: " أبناؤك قتلى، عباس ، ضيفك راودني، عباس ، قم أنقذني يا عباس" ،عباس ــ اليقظ الحساس ــ منتبه لم يسمع شيئا ،
)زوجته تغتاب الناس(صرخت زوجته : "عباس، الضيف سيسرق نعجتنا" ،قلب عباس القرطاس ،ضرب الأخماس بأسداس ، أرسل برقية تهديد ،فلمن تصقل سيفك يا عباس" ؟"  (لوقت الشدة)  إذا ، اصقل سيفك يا عباس
تذكرت هذه الأبيات أنا وبعض إخواني ونحن نتدبر سوياً حال إخواننا وأداءهم ومشاركاتهم في الفعاليات الإيمانية والتربوية ثم الدعوية والحركية قبل وبعد الثورة ، وتعجبنا سوياً كيف كنا نحلم بزمان الحرية لتعود مناخاتنا وفعالياتنا التربوية والإيمانية ولننطلق سوياً في مجال الحركة والدعوة إلى الله الرحيب بكل الحرية ودون قيود ، ثم لما كشف الله الغمة بهذه الثورة المباركة ، إذا ببعض إخواننا منشغلين بهموم معايشهم وحياتهم ، ومتفرغين عن دعوتهم وعن جماعتهم ، حتى أنك ترى درس ثلاثاء كنا نحلم بعودته ونتنسم عبيره أيام كانت مساجدنا مصادرة وممنوعين عنها ، إذا بنا نرى درس ثلاثاء يفترض أن يحضره المئات إن لم يكن الآلاف من الإخوان بخلاف الدوائر الأخرى ومن يحبنا من خارج الإخوان .. إذا بنا نراه يحضره عشرات من الإخوان بخلاف الآحاد من أهل المسجد الذي يقام فيه الدرس !
هذا المثال مجرد نموذج لنوعية تفاعل كثير من أفراد الصف مع المناخات والأنشطة بعد الثورة ، وهى ما كنا نعده حلماً جميلاً أن تعود مثل هذه المناخات لنرتع فيها !
كان البعض يتذرع بالتضييق والاستضعاف مع أن الله سبحانه قال : " إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً " .
والآن بعد أن فتح الله لنا ، ويسر لنا كل سبل الحرية والنشاط بلا أي نوع من القيود ، فبماذا نتذرع ؟
هذا الحال استلزم هذه المقالة ، ولإخواني في الله من أبناء دعوة الإخوان أتوجه بها ، عسى أن ينفعنا الله جميعاً بما فيها وتكون حجة لنا – لا علينا - يوم القيامة ، ولعلها تلقى قلوبنا طيعة يغير الله بها من حالٍ إلى حال .
عظم المهمة .. ومن لهذه الأمة الثكلى
الأستاذ البنا وضح لنا مراتب العمل داخل جماعة الإخوان المسلمين ، وجعل على رأس هذه المراتب أستاذية العالم التي تأتي في المرتبة السابعة من العمل بعد إصلاح النفس ثم تكوين البيت المسلم ثم إرشاد المجتمع ، فتحرير الوطن ، ثم إصلاح الحكومة ، فإعادة الكيان الدولي للأمة الإسلامية ، وأخيراً أستاذية العالم .
ومن يقرأ كل مرحلة على حدة يكتشف عظم المهمة التي يضطلع بها الأخ المسلم ، فالأمر لا يمثل له مجرد النجاة بنفسه من النار ودخول الجنة وهي غاية عظمى بعد مرضاة الرب جل وعلا ، ولكن الفرد المسلم وفق نظرة الإسلام الصحيحة والتي عبر عنها البنا في منهاج الإخوان تقتضى منه العمل لصالح الأمة الإسلامية بما مر من مراتب .
وهى مهمة عظيمة جليلة خطيرة ، لا تنتظر الكسالى ولا القاعدين ، ولا من يعطون دعوة ربهم فضول أوقاتهم ، ولا من ينشغلون عنها بكسب الأرزاق والمعايش ، ويقعدون عن تلك الغايات العظمى .
إن من أعجب العجب أن ينشغل المرء بما أقسم الله – سبحانه – على ضمانه وتوكيد حصوله عليه وأنه ليس من شأنه وإنما هو تدبير للخالق جل وعلا ، حين يقول سبحانه : " وفى السماء رزقكم وما توعدون ، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون " .
ينشغل المرء بما ضمنه عما كلف به من عبادة الله والسير في طاعته والدعوة إليه واقرأ قوله تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " .
وتدبر بعين قلبك قول ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس والذى يصلح دستوراً لحياة كل واحد منا : " الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة " .
فهذه هي المهمة وتلك هي الغاية ، أفتراها همة وغاية تنتظر القاعدين أو المنشغلين ؟ لا أعتقد ، ولا يمكن أن أظن .
أما من ينشغل عن الدعوة والإيمان والتربية والحركة بالإسلام بين الناس بشهوة أو معصية ، فله شأن آخر وحديث ليس هذا مكانه ولا زمانه .
 الأجر الذى ينتظر المرابطة..الراشدون من قبلنا قالوا : ( من لمح نور الأجر .. هان عليه ظلام التكليف ) ..ومن قبلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أَلا هَلْ مُشَمِّرٍ لِلْجَنَّةِ ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ لا خَطَرَ لَهَا , هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلأْلأُ ، وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ ، وَقَصْرٌ مُشَيَّدٌ ، وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ ، وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ ، وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ ، وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا , فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ , فِي دَارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ " ، قَالُوا : نَحْنُ الْمُشَمِّرُونَ لَهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " قُولُوا : إِنْ شَاءَ اللَّهُ " ، ثُمَّ ذَكَرَ الْجِهَادَ وَحَضَّ عَلَيْهِ . صحيح ابن حبان .
وتدبر ذكره صلى الله عليه وسلم للجهاد والحض عليه بعد ذكره الجنة والترغيب فيها .
ألا يكفيك أن تكون أخاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وفق ما رواه أبو هريرة بمسند الإمام أحمد حين قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقبرة فسلم على أهلها قال : " سلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، وددت أنا قد رأينا إخواننا " ، قالوا : أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال : " بل أنتم أصحابي وأخواني الذين لم يأتوا بعد وأنا فرطكم على الحوض " ، قالوا : وكيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله ؟ قال : " أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم بهم ألا يعرف خيله ؟ " ، قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : " فإنهم يأتون غرا محجلين من الوضوء - يقولها ثلاثا - وأنا فرطكم على الحوض ، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم الا هلم الا هلم فيقال انهم قد بدلوا بعدك فأقول سحقا سحق " . صححه شعيب الأرناؤوط وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )) رواه مسلم
أفلا ترغب – أخي الحبيب – أن تكون أخاً للنبي صلي الله عليه وسلم ؟ وكيف تكون أخاً له وقد تكاسلت عن طريقته وهديه ونصرته لدين ربه وجهاده في سبيله وقعدت عن ذلك كله ؟
أفلا تحذر أن ترد عن حوضه ؟ وكيف لا ترد عن حوضه كما يرد البعير الضال ، وقد بدلت طريقته في الدعوة والحركة والجهاد ، وراجع سيرته التي تحفظها عن ظهر قلب لتري كيف كانت قدماه تتشقق من قيامه لليل ، وكيف كان الصحابة يتقون به إذا اشتد الوطيس ، لتعلم كم فرطت وبدلت .
 حراسة النعمة .. والوفاء للشهداء
وهنا أسوق إليك هذه الأبيات فإنها خير معبر عن حالنا مع نعمة الحرية التي وهبها الله لنا على أشلاء إخواننا من شهداء الثورة ، الذين قدموا أرواحهم الغالية – رخيصة وسهلة – في سبيل هذه الحرية :
إذا كنت في نعمة فارعها
فأن الذنوب تزيل النعمْ
وحطها بطاعة رب العباد
فرب العباد سريع النقمْ
 وأي معصية أشد من القعود والكسل والانشغال بعرض الدنيا عن العبادة والطاعة والدعوة والجهاد ونصرة الدين .
انظر لعبد الله بن المبارك وهو يخاطب الفضيل الذى انشغل عن الجهاد بالعبادة ومجاورة الحرم حين عاتبه بالأبيات المشهورة : يا عابد الحرمين لو أبصرتنا لعلمت أنك في العبادة تلعب .
فما بالك إذا كنت أصلاً منشغلاً عن العبادة ، وعن المساجد ، ثم عن الدعوة والحركة ؟ فأين قلبك ، ثم أين عقلك ؟
انظر – أخي – إلى الحكمة من مناخ الحرية الذى وهبنا الله إياه بعد طريق طويل خضب بالدماء تخضيباً ، سنوات قهر واعتقال وتضييق في المعايش والأرزاق ، ثم قتلي وشهداء ، ثم تأتى الحرية بعد ذلك ويقدر الله للأمر حكمة يخبرنا عنها في محكم آياته بقوله سبحانه : " قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون " الأعراف .
قال القرطبي في تفسيره : " فينظر كيف تعملون أي يرى ذلك العمل الذي يجب به الجزاء ; لأن الله لا يجازيهم على ما يعلمه منهم ; إنما يجازيهم على ما يقع منهم " انتهى .
إنها آية عظيمة تبين بوضوح الفارق بين شهوة النصر وإهلاك العدو ، وبين مسئولية الاستخلاف والإعمار والبناء والعمل لدين الله ، إنها تجذبك من القعود الناجم عن الفرح والنشوة والشهوة ، إلى المسئولية وما ينجم عنها من عبادة وحركة وجهاد .
من جاهد فإنما يجاهد لنفسه .. ورجل القول غير رجل العمل
عندنا حكمة مطردة أن رجل القول غير رجل العمل ، وهذه هي الحكمة الرئيسية من هذه المقالة ، فما أسهل الكلام ، ولكن ما أصعب العمل ، كنا أيام الاعتقالات والتضييق ، نقول : لو أن عندنا مناخات حرية لفعلنا وفعلنا . وهذا هو حال رجل القول .
أما عندما جاء أوان العمل فإنك تعجب من كثرة القاعدين ، لتتأكد الحكمة باختلاف رجل القول عن رجل العمل
يذكرنا ذلك بالسجال المشهور بين أحد التابعين وبين الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضى الله عنه حين قال له التابعي أنه لو رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم لفعل فعالاً في نصرته والذود عنه وحمله عن الأرض حملاً حتى لا يحتاج لأن يمشي عليها – وهو كلام عاطفي ليس إلا - .. فرد عليه الصحابي الجليل بقصته في غزوة الأحزاب وكيف انتدب الرسول صلى الله عليه وسلم الصحابة ليعلموه عن خبر القوم في ليلة شديدة الريح والظلمة والفزع حتى أن أحدهم لم يكن يستطيع أن يضع " بولته " ، وأن الصحابة – على ما هم عليه من الفضل والمنزلة ورؤية الآيات المعجزة ومعاينتها بأنفسهم - ورغم الترغيب الشديد لم يقوموا إلا عندما انتدب النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بالاسم للمهمة ، وفيها الدلالة الشديدة على أن الكلام سهل ، وأن ميدان القول غير ميدان العمل  والأخيرهو الذى نحتاج لرجاله اليوم .
والحاصل من هذا الكلام أن من يعمل ومن يجاهد فإنما هو المستفيد وهو الذى يفرح ويفوز بحركته ، وهو الذى يخسر بقعوده ، والله سبحانه يقول : " وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ، ثم لا يكونوا أمثالكم " ، وهو سبحانه نعم القائل : " وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ " .
 البيعة والوقف
أيها الأخ الكريم .. إنها بيعة مع الله عز وجل , ووقف للنفس والمال والأعمار والأوقات للبذل في سبيله ، فهل أنت ممن بايع ووقف ؟
الله سبحانه يقول : " إن الله اشترى من المؤمنين ، أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة "  فهل أنت ممن باع ؟
والله سبحانه يقول : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، وما بدلوا تبديلاً " فهل أنت ممن صدق ، قضيت أنت مع الشهداء فنعما هي حياة ، أو انتظرت معنا بعد الثورة ، فهل صدقت ولم تبدل ؟
هل تعرف ماذا يعنى أنك بعت لله نفسك ومالك ؟ إنها صفقة بين متبايعين . . اللّه - سبحانه - فيها هو المشتري ، والمؤمن فيها هو البائع .
فهي بيعة مع اللّه لا يبقى بعدها للمؤمن شيء في نفسه ولافي ماله ليبخل به دون اللّه - سبحانه - ودون الجهاد في سبيله لتكون كلمة اللّه هي العليا ، وليكون الدين كله للّه ، لقد باع المؤمن للّه في تلك الصفقة نفسه وماله مقابل ثمن محدد معلوم هو الجنة وهو ثمن يربو ويزيد عن السلعة . فهل فعلت ؟
ما هكذا تورد الإبل
أيها الأخ الحبيب ، إن قعودنا بعد الثورة المباركة ، وبعد نعمة الله سبحانه علينا بالحرية ، لهو ورود من غير المورد ، وما هكذا تورد الإبل .
وإن نماذج من سبقنا من الصالحين المجاهدين الذين رابطوا على الثغور .. ثغور الإسلام والعبادة والطاعة والدعوة والحركة والجهاد ، لهى على غير هذا الحال .
وانظر لنبيك الكريم صلى الله عليه وسلم وهو تتشقق قدماه من الوقوف لله في جوف الليل .
وانظر إليه وهو يسافر للطائف على قدميه ويتداعي عليه السفهاء ليدموا قدمه الشريف ، ألم تسمع بوجنته الشريفة وحلقتي المغفر اللتان دخلتا في وجنته في غزوة أحد حتى أخرجهما له أبو عبيدة رضى الله عنه ، ألم تسمع عن حصاره بالطائف وكيف صبر ولم يتوانى ، ألم تقرأ عن ربطه الحجارة على بطنه من الجوع بالأحزاب ، ولم يمنعه ذلك عن جهاده ، ألم تعلم بالأذى الذى ألقاه عليه كفار قريش ببطن الكعبة ، ولم يصده ذلك عن الصدع بدينه ، والجهر بدعوته ؟ أوليس لك في رسول الله الأسوة الحسنة ؟
وانظر إلى صحابة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وكيف جابوا البلاد والأمصار ولم يقعدوا في ظل ثمار المدينة بل جاهدوا في سبيل الله ، وما حال أبو أيوب الأنصاري رضى الله عنه منك ببعيد حين طلب من رفاقه في الجهاد أن يوغلوا بجسده ويدفنوه على مشارف القسطنطينية حتى يكون إعذاراً إلى ربه أنه جاهد لأبعد ما يكون الجهاد ، والسلسلة المجاهدة التي لم تقعد في تاريخ الإسلام طويلة ممتدة .
ألم ترافق أو تسمع عن شيوخ الدعوة المباركة التي تنتمى إليها بدءاً من مؤسسها الذى كان يجوب كل البلاد ، حتى قيل أنه كان يصلى الفجر في بلد والظهر في أخري والعصر في ثالثة والمغرب والعشاء في رابعة .
ثم من بعده الصالحين والطيبين الذين رأينا بعضهم ولم يقعدوا أو يتوانوا أو يكسلوا ، وحدثني أخ من الأقاليم عن شيخ من شيوخ هذه الدعوة المباركة ، أحسبه الأستاذ لاشين أبو شنب عضو مكتب الإرشاد والمقيم بمدينة طنطا ، وهو مريض مرضاً مقعداً وصل إلى أن نصفه بالطول مشلول يذهب لموعد بالقاهرة فإذا به وهو هناك يعلم أن الموعد بالإسكندرية وأنه بلغ بأنه بالقاهرة خطاً ، فما كان منه إلا أن أصر على الذهاب للإسكندرية لأنه خرج مرابطاً ويعلم أن ذلك من الرباط .
إذا كان هذا هو حال شيوخ دعوتك المباركة ، فمن أين – أخي الكريم - جئت بهذا الكسل والقعود ..
يا عالي الغاية والمهمة .. لن تصل إليهما إلا بعالي الهمة ...
رزقنا الله وإياكم علماً نافعاً ودعاءاً مستجاباً وعملاً متقبلاً .. آمين..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق