الاثنين، 8 فبراير 2010


[الانضباط طريق التغيير ](4) تابع
 مجالات الانضباط


أولا ً : الانضباط العقائدي والعبادي :


1- معرفة الله وتنزيهه عن كل نقيصة من أسمى عقائد الإسلام


2- الإيمان بشمولية الإسلام فهما وعملاً ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (البقرة 208) يقول الإمام حسن البنا ( الإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعاً)


3- أعتقد أن الأمر كله لله وأن سيدنا محمد خاتم رسله ، وأن الجزاء حق ، وأن القرآن كتاب الله ، وأتعهد بتحرير الولاء لله تعالى وصدق الانتماء إليه ولرسوله في كل شيء ( لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ المُفْلِحُونَ (المجادلة 22)


4- لا نكفر مسلما أقر بالشهادتين وعمل بمقتضاهما وأدى الفرائض ـ برأي أو بمعصية ـ إلا إن أقر بكلمة الكفر , أو أنكر معلوما من الدين بالضرورة , أو كذب صريح القرآن , أو فسره على وجه لا تحتمله أساليب اللغة العربية بحال , أو عمل عملا لا يحتمل تأويلا غير الكفر .


5- ومحبة الصالحين و احترامهم والثناء عليهم بما عرف من طيب أعمالهم قربة إلى الله تبارك وتعالى , والأولياء هم المذكورون بقوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ) , والكرامة ثابتة بشرائطها الشرعية , مع اعتقاد أنهم رضوان الله عليهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا في حياتهم أو بعد مماتهم فضلا عن أن يهبوا شيئا من ذلك لغيرهم .


6- وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المأثورة , ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونداؤهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشيد القبور وسترها وأضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات كبائر تجب محاربتها , ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة .


7- والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله تعالى بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة .


الانتماء العقائدي للدعوة مصيري :


فالانتماء للدعوة ليس ارتباطا بالأشخاص ولا بأي من الوشائج الرضية أنما الارتباط بالله.. فالله غايتنا والارتباط بالمنهج.. فالقرآن دستورنا الارتباط بالنبي.. فالرسول قدوتنا ، فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ(الزاريات 50)


( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران 144).


وكذلك الانتماء للدعوة مصيرياً (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الخُسْرَانُ المُبِينُ) (الحج 11)


الانضباط العبادي : بالالتزام بالواجبات الأخ المسلم التي ذكراها الإمام في ختام رسالة التعاليم


1- أن يكون لك ورد يومي من كتاب الله لا يقل عن جزء , واجتهد ألا تختم في أكثر من شهر , ولا في أقل من ثلاثة أيام .


2- أن تحسن تلاوة القرآن و الاستماع إليه والتدبر في معانيه , وأن تدرس السير المطهرة و تاريخ السلف بقدر ما يتسع له وقتك , و أقل ما يكفي في ذلك كتاب (حماة الإسلام) , و إن تكثر من القراءة في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وأن تحفظ أربعين حديثا على الأقل ولتكن الأربعين النووية , وأن تدرس رسالة في أصول العقائد و رسالة في فروع الفقه .


3- أن تديم مراقبة الله تبارك وتعالى , وتذكر الآخرة وتستعد لها , وتقطع مراحل السلوك إلى رضوان الله بهمة وعزيمة , وتتقرب إليه سبحانه بنوافل العبادة ومن ذلك صلاة الليل وصيام ثلاثة أيام من كل شهر على الأقل , والإكثار من الذكر القلبي واللساني , و تحرّي الدعاء في المذكور في كل الأحوال .


4- أن تحسن الطهارة وأن تظل على وضوء غالب الأحيان .


5- أن تصوم رمضان و تحج البيت إن استطعت إليه سبيلا , وتعمل على ذلك إن لم تكن مستطيعا الآن ذلك .


6- أن تستصحب دائما نية الجهاد و حب الشهادة وأن تستعد لذلك ما وسعك الاستعداد .


7- أن تجدد التوبة والاستغفار دائما وأن تتحرز من صغائر الآثام فضلا عن كبارها , وأن تجعل لنفسك ساعة قبل النوم تحاسبها فيها على ما عملت من خير أو شر , وأن تحرص على الوقت فهو الحياة فلا تصرف جزءا منه من غير فائدة , وأن تتورع عن الشبهات حتى لا تقع في الحرام


8- أن تجاهد نفسك جهادا عنيفا حتى يسلس قيادتها لك , وأن تغض طرفك وتضبط عاطفتك وتقاوم نوازع الغريزة في نفسك , وتسمو بها دائما إلى الحلال الطيب , وتحول بينها وبين الحرام من ذلك أيا كان .


ثانيا : الانضباط في الأخلاق والمعاملات :


يقول الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) ( القلم 4 ) ،ويقول أيضاً ( خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ ( الأعراف 199) ولذلك يجب على الأخ المسلم أن يكون متين الخلق فلا يتغير أبدا ولا يتلون أبدا ويلتزم بهذه الواجبات .


1- أن تكون صادق الكلمة فلا تكذب أبدا .


2- أن تكون وفيا بالعهد والكلمة و الوعد , فلا تخلف مهما كانت الظروف .


3- أن تكون شجاعا عظيم الاحتمال , وأفضل الشجاعة الصراحة في الحق وكتمان السر , والاعتراف بالخطأ والإنصاف من النفس وملكها عند الغضب .


4- أن تكون وقورا تؤثر الجد دائما , ولا يمنعك الوقار من المزاح الصادق و الضحك في تبسم .


5- أن تكون شديد الحياء دقيق الشعور , عظيم التأثر بالحسن و القبح , تسر للأول و تتألم للثاني , و أن تكون متواضع في غير ذلة ولا خنوع ولا ملق , وأن تطلب أقل من مرتبتك لتصل إليها .


6- أن تكون عادلا صحيح الحكم في جميع الأحوال , لا ينسيك الغضب الحسنات ولا تغضي عين الرضا عن السيئات , ولا تحملك الخصومة على نسيان الجميل , وتقول الحق ولو كان على نفسك أو على أقرب الناس إليك وإن كان مرّا .


7- أن تكون رحيم القلب كريما سمحا تعفو وتصفح و تلين وتحلم وترفق بالإنسان و الحيوان , جميل المعاملة حسن السلوك مع الناس جميعا , محافظا على الآداب الإسلامية الاجتماعية فترحم الصغير وتوقر الكبير و تفسح في المجلس , ولا تتجسس ولا تغتاب ولا تصخب , وتستأذن في الدخول والانصراف ..الخ .


8- أن تحرص كل الحرص على أداء مهنتك من حيث الإجادة والإتقان وعدم الغش و ضبط الموعد .


9- أن تكون حسن التقاضي لحقّك , وأن تؤدي حقوق الناس كاملة غير منقوصة بدون طلب , ولا تماطل أبدا.


ضوابط الأخلاق في الإسلام :


أولا : الأمر بحسن الخلق أمر عام مع المسلم وغير المسلم ، مع الإنسان وغير الإنسان ( وقولوا للنـــاس حسنا ) ( البقرة 83) ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء ) ( و خالق الناس بخلق حسن )


ثانياً : الأمر بحسن الخلق مع العدو والصديق مع الغريب والبعيد ( وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرَامِ أَن تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ (المائدة 2) ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المائدة 8)


ثالثاً : الالتزام بحسن الخلق في الوسائل والغايات ، فالغاية الشريفة لا نصل إليها إلا بالوسيلة الشريفة ( وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) (الأنفال 72) ولا ننسى موقف رسول الله مع حذيفة بن اليمان ووالده لما أمسكهما الكفار قبل غزوة بدر وأخذا عليهما العهد بعدم القتال مع المسلمين فقال لهم النبي ( نفي لهم بالعهد ونستعين بالله عليهم ) هيا بنا نحيي أخلاق النبي التي هي أخلاق القرآن ( كان خلقه القرآن ) ، ( كان وقافاً عند كتاب الله ) ، ( فالقرآن دستورنا )


ثالثاً : الانضباط في المعاملات المالية :


والانضباط في المعاملات المالية له أهميته الخاصة التي يجب علينا أن نهتم بها ونضبطها وفقاً للقواعد الشرعية وذلك بسبب شيوع بعض الظواهر السلبية في المعاملات المالية فيما بيننا أو فيما بيننا وبين المجتمع مما يترتب عليه اهتزاز الثقة والأخوة كما أنها تعتبر المقياس الحقيقي لتوثيق الأفراد كما قال عمر بن الخطاب على من أثنى عليه الناس خيرا فقال : لعلك رأيته يطيل الركوع والسجود ويطأطأ رأسه في الصلاة فقال الرجل : نعم فقال عمر : هل عاملته بالدرهم والدينار ؟ فقال له : لا فقال عمر أنت لم تعرفه !!!! .


ومن مظاهر الانضباط في المعاملات المالية ما يلى :


1- كتابة الدين والقرض مهم قل حجمه وقصرت مدته ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلاَ تَسْأَمُوا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ ألاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( البقرة 282)


2- كتابة عقود المشاركة والتوثيق لها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) ( المائدة 1 )


3- ألا يتاجر في مال غيره وضع عنده على سبيل الأمانة إلا بإذن صاحبه (فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ )( البقرة 282 )


4- لا يعطي ماله لمن لا خبرة له للمتاجرة فيه من باب العاطفة


5- يرد الأمانات في أوقاتها ولا يماطل في سدادها () إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) ( النساء 58 )


6- لا يتأخر في سداد ما عليه من حقوق وهو موسر مستغلا حياء أخيه وخجله ( قال رسول الله:) مطل الغني ظلم ) رواه الجماعة.


7- لا يستغل في معاملاته المالية قاعدة الضرورات تبيح المحظورات كالتعامل بالربا


8- لا يزكي أحدا للعمل عند غيره بدافع عاطفي لا على أساس الكفاءة ( يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ ) ( القصص 26)


9- أن يعد المال عند تسلمه فلا يسلم أحد من الخطأ والنسيان


10- لا يبيع ولا يشتري سلع المقاطعة مهما كانت الظروف


11- يتسامح مع غيره أداءً وقضاءً


12- لا يبيع على بيع أخيه


13- يعطي الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ودون بخس .


14- يؤدي حق الله في المال من زكاة وصدقات


15- لا يستدين إلا بشروط الاستدانة الحقيقية ( الحاجة الفعلية ، بلا فائدة ، القدرة على السداد )


16- يحافظ على حقوق الزوجة المالية .ولا يتصرف في مالها إلا بإذنها ورضاها


17- تجنب الإسراف في الكماليات والمظهريات يقول الإمام الشهيد في واجبات الأخ المسلم (أن تدخر للطوارئ جزءا من دخلك مهما قل , وألا تتورط في الكماليات أبدا)


18- تحري الكسب الحلال في الشئون كلها . ( طلب الحلال فريضة بعد الفريضة ) رواه البيهقي .


19- يتفقه في المعاملات المالية خشية الوقوع في الحرام


20- أن يكون صادقا أميناً لا يكذب ولا يخون وأن يلتزم بالضوابط الشرعية عند تصفية الشركات وفقا للمتفق عليه .


رابعاً : الانضباط في المواعيد :


فالمسلم الصادق حريص على وقته حريص على وقت إخوانه ولذلك فهو دقيق في مواعيده لا يتقدم ولا يتأخر حتى لا يعطل الآخرين ، فكم من أوقات ذهبت سدى وكم من مصالح ضاعت وكم من أضرار وقعت بسبب عدم الانضباط في المواعيد وكم من إنجازات تمت ومصالح قضيت ومفاسد درئت بسبب الدقة والانضباط في المواعيد ( فالواجبات أكثر من الأوقات فعاون غيرك على الانتفاع بوقته وإن كان لك مهمة فأوجز في قضائها فالوقت هو الحياة )


خامساً : الانضباط في المحاضن التربوية وذلك بأداء واجباتها 
أولا .. نظام الأسر
ولكي تنجح الأسرة لابد من أداء أركانها المحددة والاجتهاد في الوصول على هذه الأركان بأفضل صورة, أما أركان هذه الأسرة فهي التعارف والتفاهم والتكافل.


أولاً: التعارف: والوجبات والأعمال التي تكفل نجاح هذا الركن:


1) استشعروا معنى الأخوة الصحيحة الكاملة فيما بنيكم.


2) واجتهدوا أن لا يعكر صفو علاقتكم شيء.


3) وتمثلوا الآيات الكريمة دائماً والأحاديث الشريفة واجعلوها نصب أعينكم {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}.


ثانياً: التفاهم: والواجبات والأعمال التي تكفل نجاح هذا الركن:


1) فاستيقموا على منهج الحق.


2) وافعلوا ما أمركم الله به واتركوا ما نهاكم عنه.


3) حاسبوا أنفسكم حساباً دقيقاً على الطاعة والمعصية.


4) لينصح كل منكم أخاه متى رأى فيه عيباً.


5) وليقبل الأخ نصح أخيه بسرور وفرح.


6) وليحذر الناصح أن يتغير قلبه على أخيه المنصوح بمقدار شعرة.


7) أن يتستر عليه شهراً كاملاً ولا يخبر أحد إلا رئيس الأسرة وحده إذا عجز عن الإصلاح.


8) ثم لا يزال على حبه لأخيه وتقديره إياه ومودته له.


9) وليحذر المنصوح من العناد والتصلب وتغير القلب على أخيه الناصح قيد شعرة.


ثالثا: التكافل والواجبات والأعمال التي تكفل نجاج هذا الركن:


1) فتكافلوا وليحمل بعضكم عبء بعض.


2) فليتعهد بعضكم بعضاً بالسؤال والبر.


3) وليبادر إلى مساعدته ما وجد إلى ذلك سبيلاً.


4) وتصوروا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا شهراً".


ثانيا :ـ نظام الكتائب:


نظام الكتائب نظام فريد مبتكر, ولعل الامام الشهيد قد اشتقه من اجتماعات دار الأرقم بن أبي الأرقم, حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع المؤمنين به في ذلك الوقت المبكر ـ وكانوا قلة ـ فيبثهم ما عنده, ويقضى إليهم بذات نفسه ويأخذهم بأسلوب من التربية الروحية العالية, حتى خرج من تلك الدار المتواضعة من كانوا أعلام الهدى ومن حملوا شعلة النور الإسلامي فأضاءوا بها جنات الدنيا.


ثالثا: الثقة واحترام القيادة في أيِّ من مواقع المسئولية: لأن


التشكيك في قرارات القادة والمسئولين عن الدعوة من العلامات الكبرى لضعف الانتماء, لأن هذا التشكيك دائما ما يصاحبه سوء الظن في تفسير الأقوال والأفعال التي تصدر عنهم, فيؤدي في النهاية إلى التباغض والتقاطع والانشقاق, مما يؤدي إلى إضعاف الصف والفشل في مواجهة الأعداء.


والثقة بالقيادة, هي كل شيء في نجاح الدعوات. فإذا ضعف الانتماء قلَّت الثقة وتصدع بنيان الدعوة وأنهار وإذا ضعف الانتماء كثرت المتاعب والصعاب, وفشلت الدعوة في الاتفاق على قرار واستحال تحقيق أهدافها. فلو صدق الفرد في ثقته بدعوته وقادتها لاستشارهم في قضايا الدعوة والتربية. ولاستجاب لأوامرهم ولبادر إلى تنفيذ واجبات الدعوة.


رابعا: أداء واجبات الأخوة:


والأخوة حصن متين من حصون المنعة والحفظ من التفرق وشق الصف, ذلك لأنه إن لم يكن أبناء الدعوة الواحدة على قلب رجل واحد لانقسم الصف واهتز البنيان, وتزلزل الكيان, ولذلك ناجي الإسلامي أصحابه ومتبعيه فقال لهم: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً}


يقول الإمام الشهيد: "يحرص الإسلام على تكوين أسر من أهله يوجههم إلى المُثل العليا ويقوى روابطهم, ويرفع أخوتهم من مستوى الكلام والنظريات إلى مستوى الأفعال والعمليات.


احترام غيبة الأفراد داخل و خارج الدعوة: فإطلاق اللسان ليخوض في أعراض الناس وينهش لحومهم أشد خطراً من إطلاق العنان للشهوة المادية من طعام أو شراب, لأن خطر الأول وآثاره تمتد فتحرق الآخرين وتؤذي سمعتهم, وتجعلهم نهبة لغير ذوي المروءة والصون ومراقبة الله.


وأخيراً... يجب مراعاة الآتي عند تعاملنا مع الكلمة سواء بالسماع أو النقل عن الآخرين:


1) عرض الأمر على القلب واستفتاء الضمير.


2) التثبت بالدليل والبينة.


3) تقديم الظن الحسن قبل الظن السيئ في الأمور التي تحتمل وجهين.


4) الاستشارة قبل المبادرة بالاتهام.


5) استحضار الأضرار والعواقب الناتجة عن تناقل الكلام عن الآخرين.


6) عدم أخذ الأمور بخفة واستهتار.


7) إعلان براءة ساحة المتهم البريء.


8) الأخذ على أيدي كل من تناول الخبر ونشره.


9) التحذير من العودة إلى مثل هذا الأمر.


خامسا: المشاركة والتواجد في الأنشطة الجماعية العامة:


ينبغي لصاحب الدعوة أن يخلص نفسه من جواذب الأرض بعدم التخلف عن أي نشاط من أنشطة دعوته العامة, أو أن يقلل من شأنها, أو يُعطي لنفسه المبررات بالقعود والتخلف عنها بحجة أنها عامة أو أن حضوره ليس ضرورياً. فالعمل على إنجاح أنشطة الدعوة مسئولية كل فرد فيها, والإحجام عن المشاركة فيها زهد في الأجر والثواب, بالإضافة إلى خسارة الدعوة من ذلك الإحجام وفشل أنشطتها, فكيف تنجح دعوة, وينتشر فكرها, وأبناؤها محجمون عن العطاء والبذل والتضحية لها.


سادسا: متابعة أخبار الدعوة قراءة وسماعاً داخلياً وخارجياً:


ومن الواجبات العملية التي يجب على صاحب الدعوة أن يحرص عليها, ويهتم بها, ويُعطيها جزءاً من وقته, متابعة أخبار دعوته, وآخر تطورات الأحداث من حولها, والتي تؤثر في مسيرتها, سواء بالسلب أو الإيجاب, فكيف أنتمي إلى دعوة لا أعرف أخبارها, فالمؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.


من أين أستقي الأخبار؟: والمصدر الرئيسي لاستقاء أخبار الدعوة ومعرفة أهم الأحداث التي تدور من حولها, نشراتها الإخبارية الموثقة, والتحليلات المعتمدة هي تلك التي تأتيني من قادتي ورؤسائي, فلا ينبغي أن أبني رأيا أو أتخذ قرار بسماع خبر في إحدى القنوات الفضائية, أو قراءة آخر في صحيفة عادية, فمعروف أن أعداء الدعوة الكارهين لها يبثون سمومهم وجلّ غضبهم في تلك الوسائل في محاولة لزعزعة صف الدعوة, وإحداث البلبلة والقلاقل بداخلها, فمثلاً يوردون على لسان قادتها ورموزها كلاماً يخالف مبادئ الدعوة وأهدافها ووسائلها لإلصاق التهم بها, وإحداث تباين في الرؤى, وفتنة بين أبناء الصف الواحد.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق