السبت، 6 فبراير 2010

[الانضباط طريق التغيير ]

بسم الله الرحمن الرحيم
[الانضباط طريق التغيير ]

تعريف الانضباط :: هو إيقاع التنفيذ على مقتضى التكليف أو ضبط الواقع على مقتضى التوقع الشرعي أو الدعوي وعلى ذلك فقد يكون الانضباط شرعياً أو دعوياً .

فالانضباط الشرعي هو ضبط العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات وفقاً لما جاء به الإسلام ولذلك قال رسول الله ( ص ) صلوا كما رأيتموني أصلي ، خذوا عني مناسككم ) لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (الأحزاب 21 )

أهمية الانضباط :
1) هو العمود الفقري للعمل الدعوي ( فمن كان بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة )فالانضباط فيه معاناة لكنه طريق النجاح .
2) من أهم أسباب نجاح الدعوات فكم من جهد بذل في التخطيط والتنظيم ثم يضيع هباءً مع الفوضى وعدم الانضباط واللامبالاة ، وإن الله سائلٌ كل راعٍ عما استرعاه حفظ أم ضيع .
3) الانضباط صفة لأنبياء الله ورسله قال تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) البقرة ( 124 ) وقال أيضا (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ) هود (88)
4) الانضباط قيمة إسلامية جامعة لخصال الخير وذلك لأن فقه الدين يقوم على قواعد عدة :

أ‌- الحلال بين والحرام بين

ب‌- الدين المعاملة

ت‌- لا ضرر ولا ضرار

ث‌- الدين النصيحة

ج‌- انما الأعمال بالنيات

فمدار قبول الأعمال يكمن في الالتزام بضوابط الشرع دون زيادة أو نقصان ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)
5) الانضباط من أهم مقومات النصر وبدونه نصل إلى الهزيمة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد 7) ولقد اثر عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان يمر على جنده فإذا رأى الجند منضبطين في عبادتهم وطاعتهم كان يقول من هنا يأتي الله بالنصر وإذا رأى غير ذلك يقول لهم متخوفاً : أخشى أن تؤتى الهزيمة من هاهنا ، ولقد كان من وصايا عمر لجيش المسلمين ( اتقوا الله فإنكم تنصرون على عدوكم بطاعتكم لله فإن استويتم مع عدوكم في المعصية كانت الغلبة للأكثر عددا وعدة )، ولقد جاء في فتوحات العراق في معركة البويب الطاحنة 13 رمضان 13 هجرية أن المثنى بن حارثة الشيباني قائد الجيش رأى خللاً في صفوف بني عجل فأرسل إليهم " أن اتقوا الله ولا تفضحوا المسلمين ، اعدلوا صفوفكم واستقيموا " يعني أن عدم الانضباط قد يؤدي إلى الهزيمة والفضيحة .
6) الانضباط يؤدي بك إلى مرافقة النبي في الجنة : قال رسول الله ( أن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً ) رواه الترمذي ، ولا ننسى موقف النبي مع حذيفة بن اليمان في يوم الخندق لما قال "أيكم يأتيني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة " ففاز بها حذيفة لما قال له رسول الله "قم يا حذيفة وأتني بخبر القوم ولا تحدث " . ولا ننسى يوم أحد لما أحاط المشركون برسول الله ومعه من الأنصار سبعة فقال "من يردهم عني ويكون رفيقي في الجنة " رواه أحمد .
7) الانضباط يساعد على وجود المسلم القدوة في معاملاته وأخلاقياته وقبل ذلك في عقيدته وعبادته ( يقول الإمام الشهيد كونوا عبادا قبل أن تكونوا قوادا  تصل بكم العبادة إلى أفضل قيادة ) فيصبح بذلك المسلم صورة حية للإسلام في بيته وفي عمله وفي شارعه وفي مسجده كما كان رسول الله ( قرآناً يمشي على الأرض ) وقد قال الشيخ عز الدين القسام ( إذا أردت أن تكون إمامي فكن أمامي ) ، وقال على بن أبي طالب ( عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل ) .

وللحديث بقية إن شاء الله إن كان فى العمر بقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق